قال محمد دراوشة في حديث خاص لموقع "بكرا" إن المصادقة الإسرائيلية على خطة البناء في منطقة E1 "ليست مجرد توسعة عمرانية، بل إعلان سياسي واضح بأن إسرائيل ماضية في مشروعها الاستيطاني حتى النهاية"، موضحًا أن "البناء في هذه المنطقة يعني عمليًا فصل شمال الضفة عن جنوبها، ومحاصرة الفلسطينيين في كانتونات صغيرة غير مترابطة وغير قابلة للحياة، في خطوة تهدف إلى القضاء على أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة".

وأضاف دراوشة أن "التداعيات كارثية، إذ نتحدث عن خنق جغرافي واقتصادي واجتماعي، حيث سيجد الفلسطينيون أنفسهم محاصرين في مناطق مكتظة بلا قدرة على التوسع أو التطور، وبلا أفق اقتصادي. هذا سيؤدي إلى انفجار سكاني داخل هذه الكانتونات في ظل غياب بنية تحتية قادرة على استيعاب النمو الطبيعي، وهي وصفة للتدمير البطيء وإجبار الناس على الهجرة غير الطوعية".

الضفة الغربية وغزة 


وتابع: "ما يجري في الضفة الغربية مرتبط بما يحدث في غزة، فإسرائيل تتبع سياسة شاملة للتضييق على الفلسطينيين في كل مكان، من خلال التهجير والتجويع في غزة، والتفتيت والخنق في الضفة. الهدف واحد: دفع الفلسطينيين إلى اليأس وإجبارهم على الرحيل بصمت".

وفي ما يخص ردود الفعل الدولية، قال دراوشة: "استدعاء بريطانيا لسفيرة إسرائيل أو إصدار بيانات شجب خطوة مهمة لكنها غير كافية، فهي لا توقف الجرافات ولا تمنع سرقة الأرض. المطلوب تحرك دولي حقيقي يربط بين هذه الانتهاكات وبين العلاقات السياسية والاقتصادية مع إسرائيل، لأن الاحتلال يجب أن يكون له ثمن".

سلام عادل وشامل

ورغم قتامة المشهد، شدّد دراوشة على أن "الأمل لا يموت"، مضيفًا: "أنا أؤمن بسلام عادل وشامل يقوم على حل الدولتين، تعيش فيه دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل في جو من الاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق القومية لكلا الشعبين".

وختم تصريحه لـ"بكرا" بالقول: "رسالتي واضحة: لا يمكن بناء سلام على أنقاض الكرامة الفلسطينية. الفلسطينيون لن يختفوا ولن يتخلوا عن حقهم في وطنهم مهما حاولت إسرائيل أن تفرض واقعًا بالقوة. سيبقون هنا، لأن هذه الأرض تعرف أسماءهم وتحتفظ بذكرياتهم، وتنتظر مستقبلًا يليق بالجميع".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com