قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع شبكة ABC الأميركية، إنه "غير مهتم بمحادثات السلام مع إيران"، معتبرًا أن اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي سينهي الصراع، ومؤكدًا أن من مصلحة الولايات المتحدة دعم إسرائيل في سعيها للقضاء على البرنامج النووي الإيراني. وأضاف: "الصراع سيستمر طالما لزم الأمر، والتهديدات الإيرانية ستُمحى بطريقة أو بأخرى"، متهمًا طهران بأنها تمارس الخداع والمراوغة في محادثات السلام.

في المقابل، كشفت وكالة "رويترز" أن إيران طلبت من قطر والسعودية وسلطنة عُمان التدخل لدى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للضغط على إسرائيل من أجل الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، وهي معلومات أكدها ترامب لاحقًا.

تصدير ازمات 

وفي تعقيبه على تصريحات نتنياهو، قال المحلل السياسي محمد دراوشة لموقع "بكرا" إن ما نشهده هو محاولة واضحة من نتنياهو لتصدير أزماته الداخلية عبر تصعيد خارجي قد يجر العالم نحو حرب شاملة.

وأضاف دراوشة:"نحن لا نعيش فقط في ظل تصعيد سياسي، بل في ظل مشروع قيادة خطير يتغذى على الأزمات. نتنياهو لم يعد مجرد زعيم يميني؛ بل تحول إلى خطر على الاستقرار الدولي، تمامًا كما فعل قادة في التاريخ الذين دفعوا العالم إلى الحروب".

وأوضح دراوشة أن نتنياهو يستخدم الصراع مع إيران كورقة داخلية للبقاء في الحكم، عبر توظيف الإعلام والجيش والموارد الرسمية، مشيرًا إلى أن "هذا التصعيد ليس عن أمن إسرائيل بقدر ما هو عن أمن مقعد نتنياهو في رئاسة الحكومة".

وحذّر دراوشة من أن "المنطقة تعيش لحظة مفصلية، وإذا لم يتدخل المجتمع الدولي لوقف هذا الجنون، فإن العالم قد يجد نفسه في مواجهة حرب ثالثة، تقودها حسابات سياسية ضيقة، ويكون العرب والمسلمون وقودها الأول".

وختم بالقول: "الشعوب الحرة في العالم تعلم أن السلام لا يصنع عبر تهديد الشعوب الأخرى، وأن السلام الحقيقي هو الذي يضمن كرامة كل الأطراف. لكن نتنياهو لا يؤمن إلا بسلام الخضوع، وهو ما لن تقبله شعوب المنطقة ولا حتى الشعوب داخل إسرائيل ذاتها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com