أثار تحقيق صحافي عاصفة في الولايات المتحدة بعد الكشف عن أن جامعة جنوب كاليفورنيا (USC) سلّمت ما لا يقل عن 32 جثة، لم يُطالب بها ذووها، لاستخدامها في تدريبات طبية عسكرية بمركز الصدمات التابع للبحرية الأمريكية في لوس أنجلوس، شارك فيها أطباء ومضمدون من الجيش الإسرائيلي.
وبحسب الوثائق المسربة، دفعت البحرية الأمريكية للجامعة أكثر من 860 ألف دولار مقابل هذه التدريبات، مع توقع أن يتجاوز المبلغ الإجمالي مليون دولار بحلول عام 2026. الجثث استُخدمت في محاكاة إصابات قتالية باستخدام سوائل تحاكي تدفق الدم، ضمن دورات وُصفت بأنها "واقعية" لتدريب الفرق الطبية.
متوفون مجهولون
التحقيق أشار إلى أن بعض هذه الجثث تعود إلى متوفين مجهولين أو غير مطالب بهم من قبل عائلاتهم، إضافة إلى جثث متبرعين من برنامج رسمي للجامعة، لكن من دون وضوح ما إذا كان هؤلاء قد وافقوا على استخدام أجسادهم في تدريبات عسكرية أجنبية.
الخطوة أثارت غضب طلاب وأساتذة في الجامعة، واعتبروها "مقززة" و"خيانة للثقة". أحد الطلاب كتب: "لماذا ندرب جيشاً أجنبياً متهمًا بارتكاب إبادة جماعية؟"، فيما أكد مختصون في الأخلاقيات الطبية أن غياب الموافقة الصريحة من المتوفين أو أسرهم يثير إشكالات قانونية وأخلاقية عميقة.
من جانبها، دافعت الجامعة عن نفسها بالقول إن ما جرى يتوافق مع قوانين ولاية كاليفورنيا، بينما شدد المنتقدون على أن الهدف من هذه الدورات لا يتعلق بإنقاذ حياة، بل "بالتعويد على مشاهد الصدمات". وتجدر الإشارة إلى أن USC هي الجامعة الأمريكية الوحيدة التي أبرمت عقوداً بهذا الشكل، تشمل مشاركة فرق إسرائيلية في التدريبات.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق