اعتبر الحكم في الدرجة العليا نائل عودة أن ظاهرة الهتافات العنصرية وأعمال العنف في الملاعب الإسرائيلية تعكس بصورة مباشرة ما يجري في المجتمع ككل، مؤكداً أن التعامل معها يتطلب مهنية وانضباطاً من الحكام وفق التعليمات الرسمية.

عودة أوضح في مقابلة مع موقع "بكرا" أن سماع عبارات عنصرية خلال المباريات "ليس أمراً مريحاً أبداً"، لكنه شدد على أن دور الحكم يفرض الالتزام بالإجراءات المتبعة: "في المرحلة الأولى يتم التحذير عبر مكبرات الصوت، وإذا تواصلت الهتافات تتوقف المباراة ربع ساعة ويعود اللاعبون لغرف الملابس، وفي حال التكرار تُوقف المباراة نهائياً".

وأضاف أن المعطيات الأخيرة تشير إلى ارتفاع ملحوظ في نسبة الهتافات العنصرية وأحداث العنف في الملاعب، معتبراً أن هذه الظواهر مرتبطة بالتوترات السياسية والاجتماعية العامة: "من الصعب فصل ما يحدث في الملاعب عما يجري في الدولة بشكل عام. للأسف، ما نشهده في المدرجات هو انعكاس مباشر للأحداث والتوترات التي يعيشها المجتمع العربي والإسرائيلي معاً".

عودة ختم بالقول إن مسؤولية مواجهة هذه الظواهر لا تقع على عاتق الحكام فقط، بل هي مهمة جماعية تتطلب تدخل الأندية، اتحاد الكرة والجمهور، من أجل ضمان أن تبقى الملاعب مكاناً آمناً للرياضة بعيداً عن التحريض.

ارتفاع غير مسبوق 

تصريحات عودة جاءت بعد نشر تقرير "العنصرية والعنف" لموسم 2024/2025، الذي كشف عن ارتفاع غير مسبوق في حجم الهتافات العنصرية، حيث سُجلت 367 هتافًا مقارنة بـ224 في الموسم السابق، أي زيادة بنسبة 64%. التقرير أشار أيضًا إلى أن الظاهرة طالت جميع ملاعب الدوري تقريبًا، باستثناء نادي أشدود، فيما لم تُفرض عقوبات رادعة بحق المسؤولين عنها.

ورغم تراجع طفيف في عدد حوادث العنف (165 مقابل 209 في الموسم السابق)، فإن التقرير وثّق مواجهات خطيرة، بينها إصابة طفل بقنبلة دخان في مدرجات بيتار القدس، إضافة إلى أحداث عنيفة أوقفت مباريات كبرى مثل مكابي حيفا ومكابي تل أبيب.

وختم دراوشة بالتأكيد على أن التحدي الأكبر اليوم هو حماية الملاعب من التحريض وضمان بيئة رياضية آمنة وعادلة: "لن نسمح للعنصريين بالسيطرة على المدرجات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com