تفتح المدارس ورياض الأطفال في جميع أنحاء البلاد أبوابها غدًا الاثنين، الأول من سبتمبر 2025، إيذانًا ببدء العام الدراسي الجديد 2026. ويعود هذا العام أكثر من 2.58 مليون طالب إلى مقاعد الدراسة بعد عطلة الصيف، في واحدة من أكبر محطات العودة إلى الروتين بالنسبة للأسر في البلاد.

وفقًا لوزارة التربية والتعليم، سيلتحق 180,600 طفل بالصف الأول للمرة الأولى، فيما يستعد 149,000 طالب في الصف الثاني عشر لإتمام دراستهم والانطلاق نحو المرحلة الجامعية أو سوق العمل. ويضم جهاز التعليم نحو 253,000 موظف، بينهم أكثر من 219,000 معلم ومعلمة، و24,900 مربية أطفال، يشكلون العمود الفقري للنظام التعليمي.

تركيز على الصمود والهوية

أعلنت الوزارة أن الأسبوع الأول سيخصص لتعزيز الروابط الاجتماعية والمرونة الشخصية، مع التطرق إلى مرور 700 يوم على حرب "السيوف الحديدية"، وإبراز قضية المخطوفين ودعم عائلات الجنود في الخدمة وعائلات الثكلى. كما ستُطلق مبادرة مشتركة مع المجلس القطري للطلاب والشباب، يتم خلالها تخصيص 48 دقيقة من إحدى الحصص للحديث عن 48 شخصًا ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس.

شعار العام الدراسي الجديد هو "جذور الشعب – المستقبل، التراث، وريادة المبادرة". المبادرة يقودها وزير التعليم يوآف كيش، وتهدف إلى ربط الطلاب بالهوية والقيم من جهة، وتشجيعهم على تحمّل المسؤولية والقيادة والمشاركة الاجتماعية من جهة أخرى.

إصلاحات وتطوير المناهج

الوزارة تواصل أيضًا تنفيذ برنامج الإصلاح "إسرائيل الحقيقية" الذي أُطلق العام الماضي، ويركّز على العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) وتعزيز دمج الذكاء الاصطناعي في المدارس. ويهدف البرنامج، باستثمار يقارب نصف مليار شيكل، إلى إعادة إسرائيل إلى المراتب العشر الأولى عالميًا في اختبارات TIMSS بحلول عام 2027. الإصلاح يبدأ بشكل تدريجي مع تركيز خاص على الصف السابع والمدارس الإعدادية، مع خطط لزيادة مشاركة الطالبات في المسارات العلمية والتكنولوجية.

تصريحات رسمية

وزير التعليم يوآف كيش قال: "نبدأ العام الدراسي بعد عامين من تحديات أمنية غير مسبوقة، أظهر خلالها طلابنا ومعلمونا صمودًا استثنائيًا. أفخر بطلاب الصف الأول الذين يخطون خطواتهم الأولى، وبطلاب الصف الثاني عشر الذين يقفون عند محطة أخيرة قبل مسار جديد. جهاز التعليم هو موطن الجذور والتراث والابتكار، ومنه سينطلق جيل يقود الدولة إلى الأمام."

أما المدير العام للوزارة، مئير شمعوني، فأكد أن انتظام افتتاح العام الدراسي هو "ثمرة عمل دؤوب شمل استقطاب آلاف المعلمين الجدد، والاستثمار في البنية التحتية، وتعزيز خدمات الدعم النفسي". بدورها، شددت إينا سالزمان، نائبة المدير العام، على أن "العودة إلى المدارس تمنح الطلاب ركيزة للاستقرار والطمأنينة، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها بعض العائلات في الشمال والجنوب".

الأسماء تكشف ملامح المجتمع

وراء هذه الأرقام، تكشف معطيات لافتة حول أكثر الأسماء شيوعًا بين الطلاب والمعلمين.
بين المعلمات: تتصدر أسماء مثل إيمان، عبير، منال، ريم، فاطمة، مريم وأمل.
بين المعلمين: تظهر بوضوح أسماء كلاسيكية مثل محمد، أحمد، محمود، علي، يوسف، إبراهيم وعمر.
بين الطلاب: للبنات أسماء تجمع بين التقليدي والحديث، مثل مريم، نور، آية، زينة، ريتال وميلا. أما البنون فيحافظون على أسماء تقليدية مثل محمد، أحمد، يوسف، عمر، إلى جانب أسماء أكثر حداثة مثل أمير، ريان وكرم.

هذه الأسماء تكشف تمسكًا بالتراث والهوية من جهة، وانفتاحًا على تيارات التسمية الحديثة من جهة أخرى، ما يعكس صورة مجتمع يعيش بين الجذور والتجديد، تمامًا كما يعبّر عنه شعار العام الدراسي الجديد.

معطيات إضافية

النظام التعليمي يضم هذا العام نحو 579,000 طالبًا عربيًا، منهم 396,000 في المدارس العربية، و142,000 في المدارس البدوية، و40,000 في المدارس الدرزية، إلى جانب ألف طالب شركسي. كما سيلتحق 390,750 طالبًا بإطار التعليم الخاص، فيما يبلغ عدد الموهوبين نحو 24,000 طالب والمتفوقين 18,000 طالب.

وبهذا، لا يقتصر افتتاح العام الدراسي الجديد على كونه عودة إلى الروتين فقط، بل يشكل أيضًا لحظة تعكس صورة كاملة عن المجتمع، بتنوعه وتحدياته، بجذوره المتجذرة، وبحثه عن مستقبل يقوم على الصمود والمعرفة والابتكار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com