كشف تحقيق مشترك لشبكة CNN ومركز Lighthouse Reports عن أدلة خطيرة تشير إلى ارتكاب الجيش السوداني وحلفائه عمليات قتل ممنهجة بحق مدنيين في ولاية الجزيرة، بدوافع عرقية، خلال العمليات العسكرية التي رافقت استعادة مدينة ود مدني مطلع عام 2025.

وبحسب التحقيق، خلّفت الحرب في السودان خسائر بشرية هائلة، يُقدَّر عدد القتلى المدنيين فيها بأكثر من 150 ألف شخص، إضافة إلى نزوح نحو 12 مليون شخص، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ومجاعة تضرب مناطق واسعة من البلاد.

وأوضح التحقيق أن فريقًا استقصائيًا عمل لعدة أشهر على مراجعة مئات مقاطع الفيديو، وتحليل صور أقمار صناعية، وإجراء مقابلات مع ناجين ومبلغين، ما أظهر أن عمليات الجيش السوداني والجماعات شبه العسكرية المتحالفة معه اتسمت بالعنف العرقي، شملت إعدامات ميدانية، وعمليات قتل جماعي، والتخلص من الجثث في القنوات المائية والمقابر الجماعية.

ووفق مصادر متعددة تحدثت لـCNN، فإن أوامر هذه الحملة صدرت عن قيادة القوات المسلحة السودانية. ورغم توجّه الشبكة الأميركية بطلب تعليق رسمي، لم يصدر أي رد من الجيش السوداني حتى الآن.

ووصف أحد أعضاء بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان ما جرى في ولاية الجزيرة بأنه قد يرقى إلى إبادة جماعية ممنهجة أو تطهير عرقي، وهي جرائم حرب محتملة بموجب القانون الدولي.

وكشفت التحقيقات عن مشاهد صادمة، من بينها العثور على عشرات الجثث في القنوات المائية بمنطقة بيكة، بعضها لأشخاص عُزّل ومقيّدي الأيدي، فيما أكد خبراء أن توقيت الوفاة يتطابق مع فترة تقدم القوات السودانية في المنطقة، كما دعمت صور أقمار صناعية لاحقة وجود مزيد من الجثث في المواقع ذاتها.

وأشار التحقيق إلى أن العنف استهدف بشكل خاص مدنيين من أصول غير عربية، من بينهم أشخاص من دارفور وجنوب السودان، حيث أفاد ضباط وشهود بأن الجنود كانوا يطلقون النار فورًا على من يُشتبه بانتمائهم لهذه المجموعات، تحت ذريعة “التعاون” مع قوات الدعم السريع.

كما وثّق التحقيق هجمات واسعة على تجمعات الكنابي، وهي مجتمعات مهمّشة في ولاية الجزيرة، شملت قتل مدنيين وحرق منازل، لا سيما في قرية طيبة، حيث أكدت تقارير حقوقية مقتل ما لا يقل عن 26 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، في هجوم نُسب إلى ميليشيات موالية للجيش السوداني.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com