غدًا، الاثنين الثالث عشر من تشرين الأول 2025، سيشهد واحدًا من أكثر الأيام حساسية منذ اندلاع العدوان على غزة. تزامن ثلاث وقائع كبرى يجعل اليوم محمّلًا بالتوتر والترقّب: تنفيذ المرحلة النهائية من صفقة تبادل المحتجزين بين إسرائيل وحماس، استعادة المحتجزين الإسرائيليين من غزة، وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القدس. كل ذلك وسط استنفار أمني غير مسبوق وإغلاق شبه كامل للطرق المركزية.
تبدأ ساعات الصباح الأولى بعملية واسعة لإطلاق سراح ما يقارب ألفي اسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، بينهم شخصيات بارزة قضت سنوات طويلة خلف القضبان. من بين هؤلاء الأسير محمود عيسى، الذي كان أحد قياديي حماس في السجون، والأسير أيمن فيدار والأسير باهر بدر من قيادة الحركة داخل المعتقلات، والأسير ماجد مصري المقرب من مروان البرغوثي والناطق باسم حركة فتح في أحد السجون، إضافة إلى الأسير أيهم كممجي الذي كان من بين الفارين من سجن جلبوع. العملية ستتم في "ظروف أمنية مشددة"، بعد نقل المحتجزين اليوم إلى سجني عوفر وكتسيعوت استعدادًا لإطلاق سراحهم فجرًا، بإشراف "وحدات متخصصة من مصلحة السجون وبمرافقة قوات كبيرة من الشرطة والجيش"- وفق مصلحة السجون.
عودة المحتجزين
في الوقت ذاته، يبدأ تنفيذ عملية استعادة المحتجزين الإسرائيليين من غزة بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي أعلنت أنها التقت بعضهم وأن "حالتهم الصحية صعبة"- حد تعبير الصليب الأحمر. عملية التسليم ستُجرى في ثلاث نقاط داخل القطاع: خان يونس، مناطق الوسطى، ومدينة غزة. القوات الإسرائيلية ستدخل إلى هذه النقاط في قوافل مدرعة ترافقها وحدات خاصة لتسلّم المحتجزين ثم نقلهم إلى معسكر ريئيم في النقب حيث يخضعون لفحوصات طبية وتحديد هوية قبل نقلهم جوًا إلى مستشفيات شيبا، إيخيلوف، وبيلنسون. ووفقًا للتقديرات، ستُعاد أيضًا جثامين ثمانية وعشرين محتجزًا متوفًى على مراحل خلال الأيام القادمة.
وصول ترامب
وفي خضم هذه التطورات الأمنية، تهبط طائرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار بن غوريون عند التاسعة وعشرين دقيقة صباحًا، ليبدأ زيارة خاطفة تمتد لبضع ساعات. سيتوجه ترامب إلى الكنيست في القدس للقاء عائلات المحتجزين وإلقاء خطاب في الجلسة العامة، قبل أن يغادر إلى شرم الشيخ للمشاركة في قمة إقليمية يتوقّع أن تُعلن خلالها وثيقة لإنهاء الحرب، بمشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
استنفار وتأهب أمني
الشرطة الإسرائيلية أعلنت حالة استنفار قصوى تحت اسم "درع أزرق 6"، بمشاركة آلاف من عناصرها، وأعلنت إغلاق طريق رقم 1 بين تل أبيب والقدس من الساعة السادسة والنصف صباحًا وحتى الظهر، إلى جانب إغلاق شوارع مركزية في القدس مثل ويزمان، جادة هرتسل، طريق رابين، وأليعازر كابلان. كما سيتم تعليق عمل بعض خطوط القطارات والحافلات في محيط المطار والقدس وتحويل المسارات إلى طرق بديلة مثل 443 و60، فيما حُذّر السكان من ازدحامات خانقة قد تمتد لساعات طويلة.
كل المؤشرات تدل على أن يوم غد سيكون يومًا مضطربًا ومشحونًا بالرمزية السياسية والأمنية. آلاف العائلات الفلسطينية تنتظر لقاء ذويها بعد سنوات من الأسر، فيما يعيش الشارع الإسرائيلي حالة ترقّب لعودة المحتجزين من غزة، وسط حضور أمريكي يسعى لتثبيت اتفاق لإنهاء الحرب.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق