في اليوم الذي اعترف فيه العالم بدولة فلسطينية، سلكت طريقي برفقة المصوّر أليكس ليباك إلى قرية فلسطينية نائية في شرق الضفة الغربية.

 القرية شهدت في اليوم السابق عملية سطو مسلح وعنيف على عشرات الأغنام نفذها مستوطنون من البؤر الجديدة المحيطة بها.

 "طريق ألون" بدا شبه خالٍ من السيارات الفلسطينية، في حين أن معظم طرق الضفة باتت مغلقة ببوابات حديدية تُفتح وتُغلق وفق أهواء قادة الجيش، بافتراض أن لهم قلبًا.

العنف اليومي والاعتداء على كبار السن

 الراعي العجوز صادق فراحنة، البالغ من العمر 81 عامًا، كان طريح فراشه يئن من الألم بعد أن كُسرت ذراعاه بهراوات المستوطنين الذين انهالوا عليه بلا رحمة. وأضاف أن حفيده كان يجلس إلى جواره ورأسه مضمّدًا، بعد أن أصيب هو الآخر في الاعتداء.

 شرطة الاحتلال سارعت، من دون أي تحقيق، إلى فبركة رواية تتهم الرعاة الفلسطينيين بأنهم هم من اعتدوا على المستوطنين. وقال: "في الدولة التي حازت للتو اعتراف العالم، لا وجود لشرطة تحمي سكانها."

الدولة الموعودة بعيدة عن الواقع

وفي الوقت الذي احتفل فيه الرئيس الفرنسي بما اعتبره انتصارًا دبلوماسيًا، قال جدعون ليفي إن الدولة الفلسطينية بدت أبعد من أي وقت مضى. وأضاف أن رئيس "الدولة المنتظرة"، محمود عباس، لم يُسمح له حتى بالمشاركة في الجمعية العامة التي ناقشت قضيته، في خرق فاضح من الولايات المتحدة لاتفاقها مع الأمم المتحدة.

والمطلوب الأول لدى المحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، المشتبه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، كان يستعد للصعود إلى المنصّة ذاتها. وقال: "رئيس الدولة التي اعترف بها العالم ظهر على شاشة بعيدة في قاعة الجمعية، فيما الجلاد نفسه وقف خطيبًا أمامها."

القتل في غزة مستمر

في اليوم الذي اعترف فيه العالم بدولة فلسطينية، قُتل في غزة 61 إنسانًا، وهو تقريبًا نفس عدد الضحايا الذين سقطوا في اليوم السابق واليوم الذي تلاه. وأضاف: "هذا الاعتراف لم يُنقذ، ولن يُنقذ، طفلًا غزيًا واحدًا من تحت القصف."

 العالم، وخاصة أوروبا، قدّم جرعة جديدة من الكلام الفارغ على شكل "تضامن" مع ضحايا غزة والضفة، بينما المستوطنون يعيثون فسادًا في الضفة تحت حماية الجيش. وقال: "اختار العالم أن يبرّئ ذمته بخطوة رمزية: الاعتراف بدولة فلسطينية لن تقوم على الأرجح أبدًا."

العبث السياسي والحل الممكن
 الاعتراف بدولة فلسطينية في هذه اللحظة ليس سوى عبث سياسي، أقرب إلى الجنون. وقال: "لا يوجد اليوم شريك لحل الدولتين، لا في إسرائيل ولا في فلسطين. غزة دُمّرت عن بكرة أبيها، وفي الضفة لم يبقَ مكان إلا لفسيفساء بانتوستانات ممزقة."

من يريد إنقاذ ما تبقى من أهل غزة، عليه فرض عقوبات قاسية وفورية على إسرائيل، وأضاف: "ومن يريد رؤية أبعد، فعليه أن يتبنى رؤية واحدة عادلة: ديمقراطية واحدة لجميع البشر بين النهر والبحر."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com