حين نتحدث عن الأديب والشاعر أبو محمد عبد حوراني، فإننا لا نتحدث عن مجرد كاتب، بل عن مدرسة متكاملة في الكلمة والموقف، عن إنسان حمل الشعر رسالة والكتابة مسؤولية، وعن صاحب قلب نابض بالإنسانية والوفاء.

أبو محمد لم يكن شاعرًا يكتب لنفسه فحسب، بل شاعرًا يرى في كل كلمة حية، وفي كل نص صوتًا للمجتمع والإنسانية. قصائده ونثره كانا مرآة لمجتمعه، يحملان آمال الناس وأحلامهم، ويعكسان همومهم وأفراحهم. فقد أجاد تحويل الواقع إلى نصوص تنبض بالحياة، وتمس الروح قبل العقل.

الشعر حياة

من بين أبياته المستوحاة من تجربته، نلمس حسه الإنساني العميق:
“نمضي في دروب الحياة، نحمل الحلم على أكتافنا،
نزرع الكلمة، ونروي الأرض بشعورنا،
فالروح حين تكتب من القلب، تصبح نورًا لكل من حولها.”

وفي مقطع آخر، يظهر التزامه العميق بالإنسان والأرض:
“أغني الأرض بالحب، وأزرع في القلوب بذور الوفاء،
فما قيمة الكلمة إذا لم تتحول إلى حياة،
وما قيمة الشعر إن لم يكن شعورًا يربط بين البشر.”

الأديب والمجتمع

لم يكن أبو محمد بعيدًا عن هموم الناس؛ فقد عرفناه صاحب موقف راسخ، لا يساوم على المبادئ، ولا يتردد في قول كلمة الحق. حضوره في السلطة المحلية كان امتدادًا لدوره الأدبي، إذ جسّد القيم التي طالما كتب عنها: النزاهة، الإخلاص، الانتماء، والعطاء بلا حدود.

إن تجربته تثبت أن الشعر والأدب لا يقتصران على الكلمات، بل يمتد أثرهما إلى أفعال الإنسان وممارساته اليومية. فقد كان أدبه انعكاسًا لحياته اليومية، وابنًا صادقًا للبيئة التي نشأ فيها، ولذلك جاءت كلماته نابضة بالحياة والصدق.

مزج الشعر بالموقف

من أبياته التي تلهمنا في مواجهة التحديات:
“إذا ضاق الطريق، فلا تيأس، فالخطى الصغيرة تصنع المعجزات،
وإذا ضعفت الروح، تذكّر أن القلب القوي يضيء لكل من حوله،
فالإنسان حين يكتب من قلبه، يصبح صوتًا للأمل.”

ومقطع آخر عن عطائه المستمر:
“أعطِ بلا انتظار، فالعطاء هو اللغة التي يفهمها الجميع،
والشعر هو اليد التي تصل القلوب قبل العقول،
وكل كلمة صادقة، تصبح جسراً بين البشر.”

الإرث الأدبي

اليوم، ونحن نسترجع مسيرته، ندرك أن الأستاذ أبو محمد عبد حوراني ترك إرثًا خالدًا: أدبًا يغني الروح، وشعرًا يضيء الطريق، وموقفًا إنسانيًا يعكس أصالة المجتمع وقيمه. إن كلماته لم تكن ترفًا، بل قوة تبني وتغيّر، وملهمة لكل من يبحث عن الصدق والوفاء والإنسانية في حياته.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com