من المقرر أن يُفتتح خلال أقل من عام مركز طبي حديث ومحصن في كريات شمونة، إلا أن المشروع الذي يبدو إنجازاً وطنياً يخفي وراءه أزمة تمويل حادة. تكلفة إقامة المركز بلغت نحو 100 مليون شيكل، جُمعت بمعظمها عبر البلدية وتبرعات من الولايات المتحدة، في ظل غياب دعم حكومي كامل.

بينما ساهمت منظمة JNF-USA ومتبرعون أمريكيون بنصف المبلغ للبناء ونصفه الآخر لشراء تجهيزات طبية متقدمة، فإن الحكومة التي التزمت خلال الحرب بتحويل 13.5 مليون شيكل – لم تفِ بتعهدها كاملا. رئيس بلدية كريات شمونة، أبيحاي شتيرن، قال: "البلدية ليست مسؤولة عن الصحة، بل وزارة الصحة. لو انتظرنا آليات الدولة لما تحقق المشروع حتى اليوم. أنا أشعر بالخجل بعد سبع سنوات من الإهمال".

10 ملايين سنوية 

تكاليف تشغيل المركز السنوية تُقدّر بـ10 ملايين شيكل، وهو ما يثير قلقاً إضافياً، إذ لا يمكن تمويل نفقات تشغيلية أساسية مثل التخلص من النفايات الطبية أو ورديات الليل عبر التبرعات. ووفق التقديرات، قد تضطر البلدية لتغطية ما يصل إلى 3 ملايين شيكل سنوياً من ميزانيتها.

ورغم أن الحكومة اقترحت دعماً جزئياً ومؤقتاً، إلا أن العبء سيعود في النهاية إلى البلدية. جزء من المبنى أُجِّر بالفعل لصندوق المرضى "كلاليت" للمساعدة في التمويل، مع خطط مستقبلية لافتتاح غرف عمليات تؤجَّر للأطباء بشكل خاص.

افتتاح المركز سيمنح سكان كريات شمونة خدمات طبية منقذة للحياة دون الحاجة للتنقل لمسافات طويلة، لكنه في الوقت ذاته يكشف تقاعس الحكومة عن توفير الحد الأدنى من الخدمات الصحية، تاركة فراغاً ملأته البلدية والمتبرعون.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com