الصحافيون يعلنون تضامنهم مع صحافيي غزة، ويعرضون خمس مطالب واضحة: وقف استهداف الصحافيين، فتح تحقيق مستقل لتحديد المسؤولية عن قتلهم، تمكين تغطية مستقلة من داخل غزة، التزام وسائل الإعلام المحلية بتغطية مهنية وموضوعية لجرائم الحرب الجارية في القطاع، ووقف فوري للحرب بما يتيح أيضًا الإفراج عن المحتجزين في إطار صفقة شاملة. وفي الوقت نفسه، عشرات المؤسسات الإعلامية في العالم تضع اليوم صفحاتها الأولى باللون الأسود تعبيرًا عن التضامن مع صحافيي غزة.


أصدر اليوم (الاثنين) 131 صحافيًا وصحافية من داخل إسرائيل عريضة جاء فيها: "نقف أمام الكارثة المتواصلة في قطاع غزة، التي تطال سكان القطاع والمحتجزين، وأمام الأزمة المروعة التي تعصف بالصحافة في أنحاء البلاد". وجاء الاستعجال في نشر العريضة بسبب استمرار قتل الصحافيين والصحافيات في غزة على يد إسرائيل، حيث بلغ عدد القتلى 197 وفق معطيات "لجنة حماية الصحافيين" الدولية.


وتزامن نشر العريضة مع مبادرة عشرات المؤسسات الإعلامية حول العالم التي سوّدت شاشاتها وصفحاتها الرئيسية تضامنًا مع صحافيي غزة، ورفعت صوتها للمطالبة بوقف استهدافهم. وأُرفق النص الكامل للعريضة، إلى جانب قائمة الموقّعين، في الرسائل الموجهة إلى وسائل الإعلام.
وجاء في العريضة: "يواصل من بقي على قيد الحياة من الصحافيين عمله في التغطية اليومية وسط ظروف مستحيلة، كثيرًا ما تكون تحت القصف والنار، من دون مأوى، ومن دون اتصال بالإنترنت أو تيار كهربائي منتظم، وأحيانًا من دون طعام لهم ولعائلاتهم. نحن نعلن تضامننا الكامل مع زملائنا في غزة، ونطالب الحكومة الإسرائيلية بأن توقف فورًا استهدافهم، وأن يُفتح تحقيق مستقل في جرائم قتل الصحافيين".


كما جاء في العريضة، أنّ الصحافيين الموقعين يعلنون دعمهم لمطلب اتحاد مراسلي الصحافة الأجنبية في إسرائيل بتمكين التغطية الحرة لما يجري في غزة. وأكد الموقّعون أنهم "يشعرون بخيبة أمل عميقة إزاء تقاعس العديد من مؤسسات الإعلام في إسرائيل عن أداء دورها. فالكلفة الإنسانية للحرب في غزة يجري إسكاتها في وسائل الإعلام، والجمهور الإسرائيلي لا يحصل على الأدوات والمعرفة التي يحتاج إليها لفهم الواقع وتحليله". ودعا الصحافيون جميع زملائهم في البلاد إلى نشر كل المعلومات المتوفرة بشأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها الدولة في غزة.

 

وفي ختام العريضة، أوضح الموقّعون أنه كان بالإمكان الاكتفاء بالتركيز على قضية حرية الصحافة وحدها، غير أن استمرار القتل في غزة، وسياسة التجويع، والتخلي عن المحتجزين، وما يترتب على ذلك من مساس بأمن إسرائيل نفسها – كلها عوامل جعلتهم يرون أن واجبهم الإنساني الأساسي يفرض عليهم المطالبة بإنهاء الحرب، وضمان تحرير المحتجزين، والبدء بإعادة إعمار قطاع غزة وإسرائيل، والتوجه نحو "حلول بعيدة المدى تقوم على السلام والمساواة والأمن والحرية لجميع سكان هذه الأرض".


واختتمت العريضة بدعوة صحافيات وصحافيين آخرين، وكذلك هيئات إعلامية، ونقابة الصحافيين والصحافيات في إسرائيل، ومجلس الصحافة، إلى الانضمام إلى هذه المبادرة.


وكما ذُكر، تأتي هذه الخطوة في اليوم الذي تشارك فيه عشرات المؤسسات الإعلامية حول العالم في فعاليات تضامنية مع صحافيي غزة، ضمن مبادرة يقودها "مراسلون بلا حدود" (RSF). ومن بين المؤسسات الشريكة: صحيفة الإندبندنت البريطانية، موقع ميديا بارت الفرنسي، صحيفة دير فرايتاغ الألمانية، شبكة RTE في إيرلندا، صحيفة الأخبار اللبنانية، ومن الداخل: موقع سيحاة مكوميت ومجلة +972.


يُشار إلى أنه وفي الفترة الأخيرة نُظّمت أيضًا تظاهرتان للصحافيين في البلاد – في تل أبيب وفي الناصرة – احتجاجًا على قتل الصحافيين في غزة وتعبيرًا عن التضامن معهم. وأُرفقت صور من هاتين التظاهرتين، بعدسة محمد خلايلة من الناصرة، وأورن زيف من تل أبيب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com