كشف استطلاع جديد أجرته جمعية "جفعات حبيبة" بالتعاون مع معهد "مدغام" عن فجوات حادة في مواقف الأهالي في جهاز التعليم تجاه قضايا الدمج والتربية الديمقراطية. الاستطلاع الذي شمل 503 من الأهالي (303 يهود و200 عرب) أُجري خلال العامين الأخيرين، ويظهر أن المجتمع العربي أكثر انفتاحاً تجاه الدمج والتعددية، في حين يسود الرفض في المجتمع الحريدي.
ووفق النتائج، عبّر 95% من الأهالي العرب عن دعمهم لدمج معلمين يهود في المدارس العربية، فيما أيد 91% تعزيز التعليم الديمقراطي و98% شجعوا على تعلم اللغة العبرية. بالمقابل، نصف الأهالي اليهود فقط يؤيدون دمج معلمين عرب، و70% يرون أن تعلم اللغة العربية مهم، بينما 86% عبّروا عن رغبتهم بتوسيع التعليم للقيم الديمقراطية والمساواة.
أما لدى الأهالي الحريديين، فالتوجه كان مختلفاً تماماً: 98% منهم يعارضون دمج معلمين عرب في المدارس اليهودية، 78% يرفضون تعزيز مضامين ديمقراطية، و86% لا يرغبون بتعليم أبنائهم اللغة العربية. كذلك، قال 98% منهم إنهم لن يرسلوا أبناءهم إلى مخيمات صيفية مشتركة مع أطفال عرب.
حرية التعبير
في موضوع حرية التعبير داخل الصفوف، ظهر تباين بارز أيضاً: 60% من الأهالي العرب يشجعون على نقاش سياسي تربوي، مقابل 22% فقط من الأهالي اليهود. في المقابل، 31% من الأهالي العرب يطلبون من أبنائهم تجنب التعبير عن مواقف سياسية داخل الصفوف، مقارنة بـ8% فقط من الأهالي اليهود. كما أظهر الاستطلاع أن 74% من الأهالي اليهود يعارضون إرسال أبنائهم إلى مخيمات صيفية مشتركة، بينما الثلث فقط من الأهالي العرب أبدوا نفس الموقف.
وقالت ميخال سيلاع، المديرة العامة لجفعات حبيبة، إن النتائج "مقلقة لكنها غير مفاجئة بعد سنوات من الانقسام والتحريض"، مشيرة إلى أن "الرغبة القوية لدى الأهالي العرب في تعليم أبنائهم العبرية والتعرف على المجتمع اليهودي وتعزيز القيم الديمقراطية تواجه صعوبة كبيرة في ظل النظام التعليمي الحالي". وأضافت أن وجود نسبة من الأهالي الذين يطمحون لتعليم أبنائهم مع أبناء من مجتمعات أخرى "يعكس أرضية ممكنة للتغيير"، داعية إلى استثمار حقيقي في التربية المدنية، خاصة في المدارس الحريدية التي ما زالت بعيدة عن هذا المجال.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق