يشهد الإقليم تحوّلات جذرية تعيد رسم خارطته السياسية والجغرافية، وسط تراجع المنظومات التقليدية وتنامي نفوذ قوى إقليمية ودولية. وتُطرح تساؤلات جدّية حول مصير الدول وحدودها في ظل تفكك الاتفاقات التاريخية مثل سايكس – بيكو. في هذا السياق، يرى المحلل السياسي مرزوق حلبي أن ما يجري هو محو تدريجي للخرائط القديمة واستبدالها بخطط جديدة تُخدم مصالح اللاعبين الأقوياء، وعلى رأسهم إسرائيل.
وقال المحلل السياسي مرزوق حلبي في حديث خاص لـ"بكرا" إن ما يحدث في الإقليم، بما في ذلك سوريا، هو عملية محو تدريجية لاتفاقية سايكس – بيكو (1916)، التي رسمت بريطانيا وفرنسا من خلالها حدود النفوذ على أنقاض الإمبراطورية العثمانية المنهارة. وأكد أن ما نشهده اليوم هو رسم جديد لخريطة المنطقة يتماشى مع مصالح قوى متنفذة جديدة، من بينها إسرائيل.
عمليات تطهير عرقي
وأشار حلبي إلى أن هذا "الرسم الجديد" لا يقتصر فقط على تغيير الجغرافيا، بل يشمل أيضًا إعادة تشكيل ديموغرافي، وتعديل في الحدود، وعمليات تطهير عرقي، وإبادة جماعية، وتقسيم للدول. وأوضح أن هذه الحالة تفرض على الجماعات المختلفة أن تبحث عن سبل لحفظ وجودها وصون كينونتها، سواء في فلسطين أو شرقي الأردن أو بلاد الشام، بما في ذلك لبنان والعراق والخليج.
وأضاف أن السيولة السياسية الفائقة التي تشهدها المنطقة تتغذى من هذا المسار الجديد لإعادة رسم الخرائط بما يلبي مصالح ومشاريع القوى الكبرى، إلى جانب الصراع العالمي المفتوح على الموارد الطبيعية، وهو صراع غير خاضع لأي قانون من القوانين التي عرفناها خلال المئة عام الماضية.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق