طفل يبلغ 6 أعوام خضع لعملية جراحية بعد ابتلاع شعر رأسه

اضطر الطفل للخضوع لعملية جراحية لفتح جدار المعدة لاستخراج الشعر العالق فيها. وأوضحت طبيبة: "نحن على دراية جيدة بالظاهرة المعروفة باسم 'رابونزل'. في بعض الحالات، يكون السبب نفسيًا ويتطلب تشخيصًا ومتابعة دقيقة".

يواجه أطباء مركز شنايدر للأطفال التابع لمجموعة كلاليت هذه الظاهرة غير الاعتيادية تقريبًا مرة كل عام: انسداد المعدة الناتج عن ابتلاع الطفل لشعره.

قالت الدكتورة أوشير كوهين، جراحة كبيرة في مركز شنايدر: "تعاملنا مؤخرًا مع طفل يبلغ من العمر 6 أعوام كان يأكل شعره، واضطررنا لإجراء عملية جراحية مفتوحة. خلال العملية، نفتح جدار المعدة الأمامي ونستخرج كتلة الشعر بشكل فعلي".

وأضافت الدكتورة ياعيل دريزنك، جراحة كبيرة في المركز الطبي، أن هذه الظاهرة معروفة جيدًا لدى القسم الجراحي. "الشعر المبتلع يتراكم في المعدة ويصبح كتلة صلبة لا تهضم. مع مرور الوقت، تأخذ الكتلة شكل المعدة بالضبط. عندما تمتد هذه الكتلة إلى الاثني عشر، نطلق عليها 'متلازمة رابونزل'، نسبة للأميرة الأسطورية التي كان شعرها الطويل يصل إلى الأرض. رغم أن الحالات الأخيرة كانت لأولاد، إلا أن غالبية المصابين عادةً من الفتيات".

الأسباب النفسية للظاهرة

أوضحت الدكتورة نواع بن أروايا، مديرة وحدة الصحة النفسية في مركز شنايدر، الجانب النفسي للظاهرة: "ابتلاع الشعر (Trichophagia) نادر لكنه معروف في مجال صحة الأطفال والمراهقين النفسية. أحيانًا يكون جزءًا من اضطراب أوسع يُسمى 'Trichotillomania' (الدافع غير المسيطر عليه لنتف الشعر). بعض الأطفال لا يكتفون بالنتف، بل يبتلعون الشعر، غالبًا دون وعي بمخاطر ذلك".

وأضافت: "من الناحية النفسية، هذا سلوك قهري متكرر، غالبًا مرتبط بصعوبات في تنظيم المشاعر، القلق، الصدمات أو اضطرابات قهرية. قد يكون ابتلاع الشعر وسيلة للتهدئة الذاتية، لكنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة كما في الحالة الحالية – تراكم الشعر في الجهاز الهضمي (زوار)، ما يستدعي جراحة".

وأشارت الدكتورة إلى أن العلاج لا ينتهي بعد العملية، إذ يجب متابعة الطفل للتأكد من عدم عودة السلوك لتجنب تكرار الحالة. يشمل العلاج الفعال العلاج النفسي السلوكي المعرفي وأحيانًا العلاج الدوائي، مع أهمية التشخيص المبكر للأنماط السلوكية لتجنب الأذى الجسدي ومعالجة المشاكل النفسية المسببة لها.