في حديث خاص لموقع "بكرا"، أكد المحامي والناشط السياسي علي حيدر أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن فرنسا وبريطانيا وعدة دول أوروبية بشأن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل، رغم أهميتها الرمزية، تبقى محدودة الأثر ولا تملك القدرة الفعلية على تغيير الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون اليوم.

وقال حيدر:"لا يمكن التقليل من أهمية هذه التصريحات، لكن لا يجب تحميلها أكثر مما تحتمل. هناك خشية حقيقية من أن تتحول هذه الخطوات إلى إنجازات وهمية بلا رصيد فعلي".

وأوضح أن السياقات التي دفعت بعض الدول نحو هذا التوجه مختلفة، مشيرًا إلى أن دولًا مثل سلوفينيا والنرويج وإسبانيا اعترفت بفلسطين عام 2024، بينما لا تزال دول غربية أخرى ترفض الاعتراف بذريعة الحفاظ على فرص التفاوض، في وقت لا يوجد فيه أي مفاوضات أصلاً.

مؤتمر حل الدولتين

وتابع حيدر: "فرنسا بادرت مؤخرًا إلى عقد مؤتمر بالتنسيق مع السعودية حول حل الدولتين، وأبدت رغبتها في الاعتراف بفلسطين. وفي بريطانيا، أعلن رئيس الحكومة كير ستارمر استعداده للاعتراف بشرط أن تلتزم إسرائيل بعدة خطوات، منها وقف الحرب في غزة، وعدم ضم الضفة، والالتزام بحل سياسي طويل الأمد".

وأشار حيدر إلى أن بريطانيا وفرنسا تتحركان بدوافع داخلية وخارجية، ولديهما سجل استعماري سلبي في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ما يفرض عليهما مسؤولية مضاعفة.

وتطرق إلى التصعيد الإسرائيلي الأخير، بما في ذلك تصويت الكنيست على ضم الضفة، واستمرار العنف والتهجير في غزة، قائلًا: "هذه الأحداث، إلى جانب انهيار حل الدولتين وضعف السلطة الفلسطينية، دفعت بعض الدول الأوروبية لإعادة النظر، خصوصًا وسط تصاعد المظاهرات الشعبية داخلها".

افشال مخططات

وحذر حيدر من أن إسرائيل ستسعى لإفشال أي خطوات أوروبية من هذا النوع عبر اتهام القادة الأوروبيين بمعاداة السامية ودعم الإرهاب، رغم أن هؤلاء القادة أكدوا مرارًا دعمهم لإسرائيل.

وأضاف:"لن يكون لأي قرار أثر حقيقي إذا استمرت الانقسامات الفلسطينية، وغياب القيادة الموحدة والرؤية المشتركة. هذا الضعف الذاتي يفتح الباب أمام محاولات تصفية الحقوق الفلسطينية".

وختم المحامي علي حيدر حديثه لـ"بكرا" بالتشديد على أن المطلوب الآن هو تحرك عملي، قائلاً: "يجب على هذه الدول ألا تكتفي بالرمزيات، بل أن تستخدم أدواتها لوقف المجاعة في غزة، ومنع الضم، وحماية المدنيين في الضفة، قبل أن تبيع الفلسطينيين أوهام الاعترافات الرمزية".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com