في حديث خاص لموقع "بكرا"، تطرق المحلل السياسي البروفيسور محمود يزبك إلى تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي في ظل استمرار المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار في غزة، وقضية تبادل الأسرى، مؤكدًا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "لا يسعى فعليًا إلى التوصل إلى اتفاق، بل يضع العراقيل عمدًا".

"نتنياهو يخاطب جمهوره المتطرف"
وقال البروفيسور يزبك: "من الواضح من خلال الخطاب السياسي الذي يُعرض عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق في هذه المرحلة. هو يسعى للحفاظ على تماسك حكومته، وكسب رضا جمهور اليمين المتطرف، حتى ولو على حساب استقرار الدولة ومستقبل الرهائن".

وأوضح أن "قرارات الحكومة الإسرائيلية مؤخرًا – مثل إقامة ما يشبه معسكرات التركيز في رفح – ليست مجرد إجراءات ميدانية، بل رسائل سياسية تهدف إلى تعطيل أي مسار تفاوضي جدي. في الأوساط الأمريكية، يُشار إلى هذه القرارات بوصفها قرارات ذات طابع استعراضي سياسي (Stage Decisions)، أي أنها تهدف بالأساس إلى التأثير على الجمهور المحلي لا إلى إحداث تغيير فعلي".

"التهديد بتفكيك الحكومة لا يزال قائمًا"
وحول تعثّر المفاوضات، أضاف: "السبب الأساسي لرفض نتنياهو التقدم في المفاوضات هو استمرار التهديد الذي أطلقه عليه كل من نفتالي بينيت وجدعون ساعر في حال تراجعه عن الخط المتشدد، والذي قد يؤدي إلى تفكيك حكومته. التهديد لا يزال قائمًا، والتقارير الأخيرة – ومنها التقرير الموسع في صحيفة نيويورك تايمز – تؤكد أن ضغوط اليمين المتطرف لم تهدأ منذ بداية الحرب وحتى الآن".

وتابع: "رغم وجود مقترحات من المعارضة لتوفير شبكة أمان سياسية لنتنياهو، إلا أنه يفضل التمسك بتحالفه مع اليمين المتطرف، لأنه يرى في ذلك وسيلة للحفاظ على حكمه ومصالحه الشخصية".

"واشنطن تتواطأ بالصمت"
وأشار البروفيسور يزبك إلى أن "الولايات المتحدة حتى الآن لم تُظهر أي تغيّر جوهري في موقفها، بل يبدو وكأنها تتواطأ مع حكومة إسرائيل الحالية بصمتها وترددها. ولهذا لا يبدو أننا على أعتاب اتفاق كما كان يتوقع الكثيرون قبل أشهر".

وختم حديثه لموقع "بكرا" بالقول: "الخطاب الإسرائيلي الحالي لا يعكس رغبة حقيقية في السلام، بل هو محاولة لإدارة الأزمة لا حلّها، والإبقاء على الوضع القائم لأهداف داخلية محضة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com