د.محمود سعيد يتحدث لبكرا عن دور الوالدَيْن تجاه الأطفال في حالات الطوارئ

في هذا التقرير، يتحد موقع "بكرا" مع الدكتور محمود سعيد، الخبير في علاج الصدمة النفسية، لتقديم إرشادات عملية للأهالي حول كيفية التعامل مع الأطفال في حالات الطوارئ.
نضع بين أيديكم خلاصة توجيهات متخصصة مبنية على علم النفس العيادي والأسري.
هدفنا هو دعم العائلات في بناء بيئة آمنة ومطمئنة للأطفال وسط الأزمات.

ما هي حالات الطوارئ وكيف تؤثّر على الأطفال؟
إنَّ الحياةَ اليَومِيَّةَ مَليئةٌ بالأَحداثِ التي تَتَطَلبُ من الوالدَيْن مُرافَقَة الأبناء وتوجيههم وَدَعْمهم. من الأحداثِ والمواقفِ ما هو عاديٌ ومنها غير العادي، والتي تَختَلِف بِحدّتِها وَوَقْعِها على النفس البشرية، الأمرُ الذي يَتَطَلَّبُ إدراكَها وفَهمَها ليَتَسَنَّى لنا التعاملَ معها.
مِن بين المواقفِ غيرِ العاديةِ هُنالك حالاتٍ طارِئةٌ وصادمةٌ مُتَنَوِعةٌ ومُتعددةُ الأوجُهْ، فمنها نَتيجَةٌ لحالات كارِثيةٍ طَبيعيةٍ، أو أمنيةٍ، أو عَدائيةٍ اجتماعية.
إنَّ الحَدثَ الطارئَ يُعرقلَ الشعورَ بالاستمراريةِ الحياتيةِ (فكريًا، سلوكيًا، وجدانيًا، فسيولوجيًا)، وقد يُؤدي لردود أَفعال غَير اعتيادية، الأمر الذي قد يُؤثِّرُ على انتظام حياتنا اليومية ومدى تَأَقلُمُنا السليم لِمواجَهَة هذه الأحداث.

كيف نرصد الأعراض النفسية والسلوكية لدى الأطفال؟
يمكنكم رؤيةُ بعضٍ من الأعراض التالية التي من الممكن أنْ تظهرَ على أبنائِكُم، حيث تَأخذُ أشكالًا مختلفةً وأنماطًا غيرَ عادية:
- أعراض جسدية: صعوبة في التنفس، خدر، جفاف الفم، رجفة، دوخة...
- أعراض عاطفية: خوف، قلق، بكاء، شعور بالعجز أو الذنب، صدمة...
- أعراض سلوكية: انزواء، ضحك هستيري، رغبة في الحركة، تعلق مفرط...
- أعراض ذهنية: شرود، صعوبة في التركيز، اجتياح أفكار متكررة متعلقة بالحادث...

من المهمّ الإقرار بأنّ ردود الأفعال تختلف من طفل لآخر بحسب الفروق الفردية، التجارب السابقة، والفئة العمرية، وعلى الأهل الإصغاء ومرافقة أبنائهم دون أحكام أو استهزاء، ومنحهم مساحة للتعبير.

ما الذي يمكن أن يفعله الأهل؟ وما هي التوصيات العملية؟

يعلِّمُنَا علمُ النفس أن الأهل يشكّلون النموذج الأول الذي يُحتذى به، وطريقة مواجهتهم تنعكس على الأبناء. لذلك نوصي بالتالي:

احترام مشاعر الأبناء وتشجيعهم على التعبير بالكلام أو الرسم أو الكتابة.

تنظيم الحياة اليومية: مواعيد نوم، طعام، نشاطات، رياضة.

استخدام وسائل الاسترخاء ومحاولة فهم ما يحدث لتقليل القلق.

عدم التردد في طلب استشارة مهنية إذا ظهرت مؤشرات غير مريحة عند الطفل.

لا تنسوا أن تواصلكم مع أطفالكم واحتوائهم هو الأساس في مساعدتهم على تجاوز الصدمات والعودة إلى التوازن النفسي والبيئي والاجتماعي.