عقار تجريبي يُؤخذ مرة واحدة يوميًا ويُدعى Obicetrapib، أظهر فعالية ملحوظة في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بأكثر من 30%، إلى جانب خفض مماثل في مستوى بروتين دهني آخر يُعرف بـ Lipoprotein(a)، والذي يُعد عامل خطر وراثي لأمراض القلب. النتائج، التي تم قياسها بعد 12 أسبوعًا من بدء العلاج ضمن تجربة سريرية استمرت عامًا، عُرضت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لتصلب الشرايين في بريطانيا ونُشرت في المجلة الطبية المرموقة The New England Journal of Medicine.
الدكتور دانيئيل كوكوي، مدير قسم أمراض القلب في خدمات الصحة العامة في القدس، أوضح أن "العلاقة بين LDL وأمراض القلب معروفة جيدًا، ورغم أن أدوية خفض الكوليسترول الحالية تقلل من المخاطر، يبقى هناك خطر متبقٍ يستدعي البحث عن حلول إضافية".
ينتمي الدواء لعائلة مثبطات إنزيم CETP، وهي مجموعة دوائية لم تُحقق نجاحًا سابقًا في خفض معدلات الإصابة بأمراض القلب، وبعضها اتضح لاحقًا أنه ضار. إلا أن Obicetrapib يُظهر نتائج أولية مبشرة تختلف عن محاولות سابقة.
الدراسة، التي أُجريت في جامعة موناش الأسترالية، شملت 2,530 مشاركًا بمتوسط عمر 65 عامًا، جميعهم معرضون لخطر عالٍ لأمراض القلب، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: ثلثاهم تلقوا Obicetrapib، والبقية تلقوا دواءً وهميًا. رغم أن مدة الدراسة كانت سنة، فإن النتائج التي نُشرت حتى الآن تتعلق بالأسبوع الـ12 فقط.
في مجموعة العلاج، انخفضت مستويات LDL بمتوسط 29.9%، مقارنة بزيادة طفيفة نسبتها 2.7% في مجموعة الدواء الوهمي، وهو فرق إحصائي مهم. كما انخفضت مستويات Lp(a) بنسبة 33.5%.
الدكتور كوكوي أشار إلى أن "هذه نتائج هامة للغاية، خصوصًا للمرضى الذين يعانون من أمراض قلبية مثبتة أو لديهم اضطراب دهني وراثي".
السلامة والآثار الجانبية
الدواء كان آمنًا نسبيًا ولم يُسجل اختلاف في الآثار الجانبية بين المجموعتين. ومع ذلك، الدراسة لم تختبر حتى الآن ما إذا كانت هذه الانخفاضات تُترجم فعليًا إلى تقليل في النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، بل ركزت فقط على مؤشرات الدم.
وقد بدأت بالفعل دراسات متابعة لفحص فعالية الدواء في تقليل الأحداث القلبية الكبرى والوفيات.
الدكتور كوكوي اختتم بالقول: "علينا أن ننتظر نتائج الدراسة القادمة. وإذا كانت إيجابية، فقد نحصل على علاج فعال وجديد يساهم في تقليل خطر أمراض القلب بشكل ملموس".
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق