أكد الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور لموقع بكرا " ان قرار الولايات المتحدة بمهاجمة إيران ليس قرارا سهلا. فمن جهة، هناك إغراء السماء المفتوحة، و"النجاحات" التي حققها سلاح الجو الإسرائيلي، بالإضافة إلى الوضع الداخلي الصعب في إيران، وكلها عوامل قد تُغري الرئيس ترامب باتخاذ قرار الهجوم.

وأضاف أن الضغوط التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، إلى جانب اللوبي المؤيد لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، قد تدفع ترامب نحو اتخاذ هذا القرار، خاصة إذا رأى فيه فرصة لتسجيل نصر يحسب له سياسيا.

وأوضح الباحث منصور ان لا أحد يضمن أن تكون نتيجة هذا التدخل انتصارًا حاسمًا. فهناك احتمال أن تتحول المواجهة إلى حرب استنزاف، أو أن تتوسع لتشمل استهداف القوات الأمريكية، وإغلاق المضائق، وارتفاع أسعار النفط والطاقة، وربما تؤدي إلى حرب إقليمية أو حتى عالمية.

وأشار إلى أن ترامب يدرك هذه المخاطر، خصوصًا في ظل الانقسام داخل الحزب الجمهوري وحتى داخل البيت الأبيض، إلى جانب أن تجربتي أفغانستان والعراق لا تزالان ماثلتين أمامه، ما يجعله مترددا في اتخاذ قرار الحرب.

فشل الحل الدبلوماسي سيجعل من خيار عدم الانخراط العسكري أكثر صعوبة

ويرى الباحث منصور أن فشل الحل الدبلوماسي سيجعل من خيار عدم الانخراط العسكري أكثر صعوبة، وقد يدفع باتجاه الحسم. لذا، فإن التعويل حاليا هو على إنجاح المسار الدبلوماسي.

وحول السيناريوهات المطروحة بين الباحث منصور أن السيناريو الأول والأفضل يتمثل في قبول إيران، بشكل أو بآخر، بصيغة تفاهم تُرضي الدول الغربية، وذلك عبر ضغوط تمارسها روسيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة لدفعها نحو هذا الاتفاق لفرضها على نتنياهو.

وأضاف أما السيناريوهات الاخرى ، فيتمثل في فشل المسار الدبلوماسي، ما يضع الولايات المتحدة أمام خيارين: إما الدعم والسعي لإسقاط النظام الإيراني من الداخل عبر تغييرات سياسية، أو الانخراط العسكري المباشر، وهو ما قد يُدخل واشنطن في مواجهة خطيرة.

وخلص الباحث منصور حديثه ل بكرا بالقول ان جميع هذه الخيارات تنطوي على مخاطر كبيرة، وتتطلب حسابات معقدة جدا، وهي تجري على مستوى أوسع بكثير من أي مواجهة حدثت حتى الآن، سواء في لبنان أو مع حزب الله.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com