شهدت العلاقات السعودية الإيرانية توتراً جديداً بعد توقيف رجل الدين الإيراني غلام رضا قاسميان في مكة، إثر نشره فيديو خلال أداء مناسك الحج وصف فيه المدينتين المقدستين بـ"أنتاليا الجديدة"، مشبهاً إياهما بمراكز دعارة وقمار. قاسميان، المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، اعتُقل في 26 أيار/مايو، ما دفع طهران لإدانة الاعتقال ووصفه بغير القانوني.

في الفيديو، قال قاسميان: "من يرغب في الذهاب إلى أنطاليا، يمكنه القدوم إلى مكة والمدينة، لأن السلطات جلبت إلى هنا كل دور البغاء والمقامرة". أثار التسجيل غضباً واسعاً في السعودية، وأدى إلى تعليق إصدار تأشيرات الحج للإيرانيين مؤقتاً.

إيران سارعت لاحتواء الموقف، حيث نشر وزير الخارجية عباس عراقتشي تغريدة شدد فيها على ضرورة الحفاظ على وحدة المسلمين واحترام أجواء الحج الروحية، مشيداً في الوقت نفسه بـ"الإدارة السعودية للحج هذا العام".

الإفراج 

وبعد وساطة من القنصلية الإيرانية، تم الإفراج عن قاسميان، الذي عاد إلى إيران عبر دبي، حيث استُقبل في المطار وسط رفع أعلام فلسطين وحزب الله.

وسائل إعلام سعودية رأت في تصرفات قاسميان إساءة للسيادة والنظام، خاصة أن له سوابق تحريضية، منها مشاركته في التحريض على اقتحام سفارة السعودية بطهران عام 2016.

محللون وصفوا الحادث بأنه نموذج لحساسية العلاقات بين البلدين، حيث قال الباحث في الشأن الإيراني بني سبتي إن طهران اضطرت مرة أخرى لتقديم تنازلات دبلوماسية، مضيفًا: "العداء التاريخي لم ينتهِ، والاحتكاك الديني والسياسي ما زال قابلًا للاشتعال في أي لحظة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com