سيكوي-أفق ترفع الصوت في وجه القمع، ومن أجل إنهاء الحرب: رغد جرايسي، المديرة العامة الشريكة لسيكوي-أفق تتسلم جائزة جالانتر للقيادة الاجتماعية

استلمت المديرة العامة الشريكة لجمعية سيكوي-أفق، رغد جرايسي، الاسبوع الماضي، جائزة جالانتر للقيادة الاجتماعية خلال الحفل السنوي للصندوق الجديد لإسرائيل في ولاية سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة، في خطوة تؤكد على أهمية النضال من أجل المساواة والشراكة الحقيقية بين المجتمعين الفلسطيني واليهودي في البلاد.

وتأتي هذه الجائزة في وقت حرج تشهد فيه البلاد حربًا دامية تتراكم فيها جرائم الحرب في قطاع غزّة، ويتمّ في ظلّها تعميق الاحتلال والاستيطان في الضفة، وتمتدّ لتشمل أيضًا حملات ممنهجة وغير مسبوقة لكمّ الأفواه وملاحقة المواطنين الفلسطينيّين في الداخل، والتي عملت جمعيّة سيكوي-أفق على مدار السنة والنّصف الأخيرة وبالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينيّة والمشتركة، لمجابهتها والتصدّي لها بوسائل عدّة. بناءً على ذلك، نحن نرى بهذا التكريم في هذا الوقت بالذات رسالة داعمة قويّة للعمل الأهلي من أجل العدالة والمساواة والشراكة في وجه كل محاولات المسّ بالمجتمع المدني المحلّي والمجتمع الفلسطيني عامّة.

في خطابها، أكدت جرايسي على أن تسلم هذه الجائزة "في هذا العام بالذات يأتي بمشاعر مختلطة. لقد كان وقتًا مؤلمًا وصعبًا. وقتًا من الحزن العميق، والخسارة الفادحة، والنضال المستمر، والتحديات من كل اتجاه." وفي موقف واضح تجاه الأزمة الراهنة، دعت جرايسي إلى "إنهاء الحرب" وأكدت على ضرورة "إنهاء الاحتلال والظلم، وبناء مستقبل يرتكز على العدالة والمساواة والشراكة لكل سكان المنطقة." وأوضحت جرايسي في خطابها أن الحرب قد استُغلت كذريعة لتمرير أجندة الحكومة المتطرفة ضد المواطنين العرب في البلاد، حيث "تم تقليص الميزانيات المخصصة للمجتمع العربي بمعدل ثلاثة أضعاف أكثر من التقليصات العامة في ميزانية الدولة." كما أشارت إلى تعليق البرامج التي كانت مخصصة للحد من الجريمة المنظمة في المجتمع العربي، مما ساهم في تفاقم وارتفاع معدلات الجريمة.

وبالرغم من كل التحديات، أكدت جرايسي أن عمل جمعية سيكوي-أفق قد حقق إنجازات ملموسة، على سبيل المثال، في التأثير على سياسات من خلال توفير الحماية لسكان القرى مسلوبة الاعتراف في النقب، وفي التأثير على سياسة وزارة الصحّة وتعيين منصب مديرة للإتاحة اللغوية والثقافية في الوزارة، وأيضًا في مكافحة السياسات التمييزية التي تستهدف المواطنين العرب.

وختمت جرايسي خطابها برسالة أمل قوية: "حتى وسط هذا الظلام، نتمسك بالأمل. لأنه يجب علينا ذلك. ليس لدينا رفاهية الاستسلام. ليس الآن. وليس أبدًا... دعونا نسير معًا، عربًا ويهودًا، من أجل مستقبل مشترك، عادل، ومتساوٍ للجميع."

جمعية سيكوي-أفق تعتز بهذا الإنجاز لمديرتها الشريكة وتؤكد أن هذا التكريم يأتي في توقيت بالغ الأهمية حيث يواجه المجتمع المدني تهديدات غير مسبوقة، وعلى رأسها مشروع قانون التمويل الأجنبي الذي يستهدف بشكل مباشر المؤسسات الحقوقية العربية والمشتركة. تشدد الجمعية على أن هذه الجائزة تمثل رسالة قوية مضادة لمحاولات تقييد عمل المنظمات الحقوقية، وتعتبرها بمثابة اعتراف دولي بدور هذه المؤسسات الحيوي في الدفاع عن الديمقراطية والمساواة. كما تحذر سيكوي-أفق من أن تمرير القانون سيشكل خطراً جسيماً ليس فقط على المجتمع الفلسطيني، بل على سكّان الدولة بشكل عام وعلى النضال من أجل العدالة والمساواة على جميع الأصعدة.

وتذكر سيكوي-أفق أنه في عالم تتصاعد فيه موجات التطرف والتمييز، تبرز أهمية رفع الصوت عاليًا من أجل إنهاء الحرب، ودفاعًا عن قيم الإنسانية المشتركة، والمساواة الحقيقية، والعدالة للجميع، حتى في أصعب الظروف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
bokra.editor@gmail.com