في مقابلة مع موقع "بكرا"، تحدث الدكتور أحمد الخزاعي، المستشار السياسي، عن آخر المستجدات المتعلقة بالعقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، وأبعاد قرار رفعها، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة جاءت في سياق مبادرة سعودية ذات أبعاد إقليمية ودولية.
أبرز العقوبات الأميركية على سوريا
أوضح الدكتور الخزاعي أن العقوبات المفروضة على سوريا كانت متعددة الأبعاد، شملت الجوانب العسكرية والدبلوماسية والمالية، حيث تم حظر التحويلات المالية للأفراد والشركات والحكومات، إضافة إلى منع تقديم القروض. وقال:
"هذه العقوبات كانت مفروضة منذ عهد بشار الأسد، وكانت تهدف إلى شل قدرة النظام على التحرك دوليًا، لا سيما في ظل تمويلات ضخمة كانت تتلقاها سوريا من إيران وروسيا."
قرار رفع العقوبات: الدلالات والأبعاد
أكد الخزاعي أن قرار رفع العقوبات لا يُقرأ فقط في سياق داخلي سوري، بل يأتي استجابة مباشرة لمبادرة من ولي العهد السعودي، الذي قدّم عرضًا متكاملًا للولايات المتحدة يتضمن إعادة تأهيل سوريا ضمن الإطار العربي والدولي.
وقال: "رفع العقوبات جاء ضمن العرض السعودي، ويفتح المجال لإعادة التحويلات المالية إلى سوريا، وعودة الاستثمارات العربية والدولية، خاصة من السعودية وقطر."
التأثير المتوقع على الاقتصاد السوري
بحسب الخزاعي، فإن رفع العقوبات سيؤدي في البداية إلى ارتفاع الناتج المحلي السوري بشكل ملحوظ، قبل أن يستقر لاحقًا مع إعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية في الداخل السوري. وأضاف: "سوريا ستركز في المرحلة القادمة على الشأن الداخلي، وتحقيق تعافٍ اقتصادي تدريجي."
التحولات السياسية في المشهد السوري
تطرق الخزاعي أيضًا إلى التحولات السياسية، مشيرًا إلى أن إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، كانت قد قدمت دعوة للشرع للانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية، في إطار استراتيجية مكافحة الإرهاب والحصول على دعم إقليمي ودولي.
وأضاف: "أي خطوات سياسية قادمة ستتضمن طرد ومعاقبة العناصر الإرهابية على الأراضي السورية، وهذا جزء من الترتيب الإقليمي القادم."
العودة إلى الحضن العربي
وحول وضع سوريا الإقليمي، أشار الدكتور الخزاعي إلى أن البلاد بدأت بالعودة إلى الحضن العربي بشكل مبدئي بعد سقوط نظام الأسد وتولي الشرع زمام الأمور، لكنه أكد أن "سوريا لا تزال دولة مريضة، وتحتاج إلى وقت طويل للتعافي التام."
واختتم الخزاعي حديثه بالإشارة إلى أن العقوبات قد رُفعت فعليًا منذ الأمس، وبدأت الإجراءات التنفيذية لذلك، مما سيمهد الطريق أمام الدول الصديقة للولايات المتحدة والدول العربية للسير في نفس الاتجاه ورفع عقوباتها عن دمشق
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق