قال ديمتري دلياني، رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة: "ما يجري اليوم في القدس المحتلة، يوم سبت النور، هو تجسيد لسياسة اسرائيلية متعمدة لإطفاء شعلة روحية ظلّت متقدة منذ ألفي عام، وتطويق ذاكرة المدينة التي كانت وستبقى منارة إلهام إنساني عصية على التدجين والاستلاب.."
واضاف "منذ ساعات الصباح الأولى، أحالت قوات الاحتلال قلب القدس إلى مشهد عسكري خانق، حيث أغلقت الطرق المؤدية إلى كنيسة القيامة، ومنعت الحجاج والمصلين من بلوغ وجهتهم الروحية، وخنقت الطقوس والشعائر الدينية والتقليدية التي شكّلت عبر القرون جزءًا أصيلًا من هوية المدينة المقدسة ومصدر إشعاعها الإنساني والروحي."
وأوضح دلياني أن ما يرتكبه الاحتلال بحق الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية لا ينفصل عن المشروع الاستعماري الاهم في دولة الاحتلال والذي يسعى إلى تفريغ القدس العربية المحتلة من معناها العابر للزمن، وتحويلها إلى مساحة مصطنعة خاضعة لرواية استعمارية زائفة تشطب الوجود الفلسطيني المسيحي والإسلامي الأصيل.
موقف الكنائس هذا يحمل بعداً احتجاجيًا
وثمّن رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، وحدة بطاركة ورؤساء الكنائس في رفضهم للقيود الاسرائيلية المفروضة على الاحتفالات، قائلاً: "موقف الكنائس هذا يحمل بعداً احتجاجياً ويعيد التأكيد على أن القدس ليست رهينة لاحتلال عسكري، بل هي ميراث لا يمكن لأي قوة غاشمة أن تطفئ نوره أو تصادر رسالته."
وحذّر دلياني من أن تسخير الاحتلال لآليات القضاء الاسرائيلي كغطاء لتضييق الحريات الدينية يشكل انحداراً خطيراً نحو "شرعنة القمع"، محذراً من مغبة الاعتقاد بأن القوة المادية كفيلة بتحوير هوية القدس، لأن المدينة، عبر كل موجات الغزو التي مرت بها، أثبتت أن جوهرها الروحي عصيّ على الكسر.
bokra.editor@gmail.com
أضف تعليق